
♦️♦️حوار : جيلاني فيتوري♦️♦️
منذ أكثر من ثلاثين عامًا، اختارت نجوى الذوادي الهجرة إلى جينيف، سويسرا، لتبدأ حياة جديدة في بلد بعيد عن وطنها تونس. ورغم مرور الزمن، فإن جذورها التونسية ظلت قوية في قلبها. اليوم، تعمل نجوى في مركز لجوء خاص بالسوريين، حيث تساعد هؤلاء اللاجئين على تخطي التحديات التي تواجههم في الغربة. حوارنا معها يعكس قصة امرأة استثنائية في أرض المهجر.

مرحبًا نجوى، بداية، أخبرينا عن تجربتك في الغربة. ماذا كانت أبرز التحديات التي واجهتها عند وصولك إلى جينيف؟
♦️مرحبًا بك. كانت البداية صعبة، بالطبع. لم يكن لديّ الكثير من المعلومات عن الحياة في سويسرا، وكان من الصعب التكيف مع ثقافة مختلفة. اللغة كانت عائقًا كبيرًا في البداية، لكنني حاولت تعلم اللغة الفرنسية في أقرب وقت، وبالفعل، ساعدني ذلك في الاندماج بشكل أسرع.
كيف تعاملت مع فكرة الغربة في السنوات الأولى؟ وهل كان لديك حنين دائم إلى تونس؟
♦️الغربة كانت بمثابة تحدٍ نفسي كبير. لكن مع مرور الوقت، تعودت على الحياة هنا. بالطبع، كنت أفتقد عائلتي وأصدقائي، وكان الحنين إلى تونس دائمًا يراودني، لكنني قررت أن أجعل من هذا الحنين دافعًا للعمل والنجاح في مهنتي.

الآن، تعملين في مركز لجوء خاص بالسوريين. كيف كانت بداية عملك هناك؟ وما هي أبرز المهام التي تقومين بها؟
♦️في البداية، كان الأمر صعبًا. العمل مع اللاجئين يتطلب صبرًا وتفهّمًا عميقًا لما يمرّون به من تحديات نفسية ومادية. وظيفتي تركز على تقديم الدعم النفسي والمساعدة في التوجيه، إضافة إلى تقديم الاستشارات الاجتماعية والقانونية. هناك الكثير من القصص المؤلمة، ولكن ما يدفعني للاستمرار هو رؤية الأمل في عيون هؤلاء الأشخاص الذين يسعون لبناء حياة جديدة.
هل تشعرين أن لديك دورًا خاصًا بما أنك تونسيّة وتعرفين التحديات التي يواجهها الناس في الغربة؟
♦️نعم، بطبيعة الحال. كوني تونسيّة في الغربة يمنحني قدرة خاصة على فهم معاناة اللاجئين. أعرف جيدًا ما يعنيه أن تشعر بالوحدة والاغتراب، وهو ما يجعلني أستطيع أن أتعامل معهم بروح متفهمة ورحيمة.
هل تعتقدين أن تجربتك الشخصية في الغربة قد أثرت على طريقة تعاملك مع السوريين في المركز؟
♦️لا شك. تجربتي الخاصة جعلتني أكثر إدراكًا لاحتياجاتهم. إنني لا أقدم لهم فقط الدعم النفسي، بل أيضًا أكون قريبة منهم لأنني أفهم تمامًا كيف يشعرون، ومن هنا تكون علاقة الثقة متبادلة.
وكيف ترين المستقبل بالنسبة للاجئين السوريين في جينيف، خاصة في ظل الأوضاع الحالية؟
♦️ المستقبل ما زال يحمل الكثير من التحديات، ولكن هناك أمل. الحكومة السويسرية تقدم الكثير من الدعم للاجئين، بالإضافة إلى وجود العديد من المنظمات الإنسانية التي تساعدهم. ومع ذلك، يحتاجون إلى المزيد من الدعم المستدام، خصوصًا في ما يتعلق بالتعليم وفرص العمل.

في الختام، ما هي رسالتك للاجئين الذين يمرون بتجربة الغربة مثلما مررت بها؟
♦️رسالتي لهم هي أن لا يفقدوا الأمل أبدًا. الغربة صعبة، لكننا قادرون على التغلب عليها إذا تمسكنا بالأمل والعمل الجاد. يجب عليهم أن يتذكروا أن لكل بداية صعبة نهاية، وأنهم قادرون على بناء حياة جديدة، حتى وإن كانت الظروف قاسية.
قصة نجوى الذوادي هي مثال حي على القدرة على التكيف مع التحديات في الغربة، وكيف يمكن للتجارب الشخصية أن تساهم في مساعدة الآخرين. رغم سنوات الغربة الطويلة، فإن قلب نجوى يظل ينبض بحب تونس، بينما تواصل تقديم العون لمن يحتاجه في أرض المهجر.